ماذا تعرف عن سرطان القولون والمستقيم؟

نظرة على القولون والمستقيم

يكوّن معًا القولون والمستقيم الأمعاء الغليظة (تعرف أيضًا باسم المعي الغليظ). والقولون أنبوب عضلي يصل طوله إلى 5 أقدام، ويمثل الجزء الأخير من القناة الهضمية. ومهمته هي امتصاص المياه وتخزين بقايا الطعام. أما المستقيم فيمثل الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة وطوله 6 بوصات.

تغطي القولون والمستقيم بطانة داخلية ناعمة. هذه البطانة مكونة من ملايين الخلايا. تتجدد هذه الخلايا يوميًا للحفاظ على صحة البطانة. وأي تغير يطرأ على هذه الخلايا قد يؤدي إلى تشكل زيادات في القولون والمستقيم قد تصبح فيما بعد أورامًا سرطانية.

تغير بطانة القولون

تشمل التغييرات التي تطرأ على الخلايا المبطنة للقولون أو المستقيم الآتي:

• السلائل. تكتلات لحمية من أنسجة تتشكل على البطانة الداخلية للقولون أو المستقيم. وعادةً ما تكون السلائل الصغيرة أورامًا حميدة (غير سرطانية). وهناك نوع السلائل المعروفة باسم السلائل الورمية الغدية (أو الورم الغدي) تتغير خلاياه بمرور الوقت وتصبح أورامًا سرطانية. وتزيد احتمالية تحول السلائل إلى أورام سرطانية كلما زادت مدة وجودها وأصبحت أكبر حجمًا. ويحدث ذلك على مدار سنوات طويلة. ولهذا السبب يجب إزالة هذه الأورام متى أمكن. فإزالة السلائِل مبكرًا قد يمنع تكوّن الخلايا السرطانية. 

• سرطانات القولون والمستقيم.‏ غالبًا ما تنشأ حينما تبدأ خلايا السلائل في النمو بطريقة خارجة عن السيطرة. ومع نمو الخلايا السرطانية، يمكنها أن تغزو الطبقات العميقة من جدار القولون أو المستقيم. مع مرور الوقت، قد يمتد نمو السرطان متجاوزًا القولون والمستقيم حتى يصل إلى الأعضاء القريبة. وقد ينتشر السرطان إلى العقد اللمفاوية القريبة. وقد ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم. وتُعرف هذه الحالة باسم هجرة الخلايا السرطانية (النقيلة). فكلما أزيل الورم السرطاني مبكرًا، زادت فرص منع انتشاره في أماكن أخرى.

خيارات علاج سرطان القولون والمستقيم

ستقرر أنت ومقدم الرعاية الصحية الخطة العلاجية الأنسب لاحتياجاتك. قد تتضمن الخيارات العلاجية ما يلي:

• الجراحة.‏ العلاج الأكثر شيوعًا، وتُجرى الجراحة لاستئصال الورم السرطاني من القولون والمستقيم. كما تُزال بعض الأنسجة القريبة. وقد تشمل إزالة العقد اللمفاوية القريبة.

• العلاج الكيميائي.‏ من الممكن استخدام هذا العلاج مع الجراحة، أو بديل لها إذا كان السرطان قد انتشر بالفعل. وفي هذه الحالة، تُستخدم الأدوية القوية لقتل الخلايا السرطانية. ويُعرَف ذلك بالعلاج المنهجي. ويعمل هذا النوع من العلاج على جميع أجزاء الجسم. وغالبًا ما يخضع المريض للعلاج الكيميائي كإجراء علاجي خارجي داخل مقر أحد مقدمي الرعاية الصحية. كما يمكن إجرائه في إحدى العيادات أو المستشفيات. ومن الممكن أن تكون هذه الأدوية على شكل حبوب، أو يمكن أخذها من خلال الحقن الوريدي (IV). يعمل ذلك على ضخ الأدوية داخل الدم تدريجيًا.

• العلاج الإشعاعي. قد يلجأ الطبيب إلى هذا العلاج في حالة سرطان المستقيم. وفيه يتم تركيز أشعة سينية عالية الطاقة على الورم للقضاء على الخلايا السرطانية. كما أنه يُعرف باسم العلاج الموضعي. وهو يستهدف موضع السرطان فقط، وليس الجسم بأكلمه. وغالبًا ما يخضع المريض لهذا العلاج وينتهي منه في نفس اليوم في أحد المستشفيات أو عيادات الأشعة.

• العلاج الموجه.‏ يستخدم هذا العلاج أدوية تستهدف بعض الجينات أو البروتينات أو وظائف الخلايا التي تساعد خلايا السرطان على النمو. وتُفحص الخلايا السرطانية لمعرفة ما إذا كانت التغيرات التي يستهدفها العلاج الدوائي قد طرأت عليها أم لا. وفي بعض الحالات، يُستخدم العلاج الموجه والعلاج الكيميائي معًا. وقد يستخدم العلاج الموجه بمفرده في حالات أخرى.

• العلاج المناعي.‏ يَستخدِم هذا العلاج أدويةً تساعد الجهاز المناعي في الجسم على مهاجمة السرطان. وهذه الأدوية قد تكون مفيدة في علاج سرطانات القولون والمستقيم التي طرأ عليها طفرات جينية معينة. قد يكون العلاج المناعي خيارًا للحالات المصابة بسرطان القولون والمستقيم في مراحله المتقدمة الذي طرأت عليه هذه الطفرات. كما يمكن استخدامه أيضًا في حالة عدم نجاح العلاج الكيميائي.